لم يكد يمضى وقت طويل على نومها
حتى استفاقت على صوت الرضيعه
تحاملت على نفسها وسط نعاسها
و حملتها بين يديها وهزتها هزات خفيفه علها تسكت
ولكن الطفله استمرت فى بكائها بل وارتفع صوتها ليصبح صراخ
توترت هى ولم تعرف ماذا تفعل فهى لم تتعامل مع اطفال صغيره الا من وقت قريب
تعجبت هيا من نفسها و من ماهيه الشيىء الذى دفعها لاختيار اختيارها هذا
تذكرت وسط صراخ الطفله زجاجه اللبن الخاصه بها الموجوده بجوارها
فأعطتها اياها فالتقفتها الرضيعه بكل لهفه و بدات تستعيد هدوءها ووداعتها
ابتسمت و هى تنظر للطفله و تعجبت من امر هذا المخلوق الصغير الذى
بدل حياتها و غير اولوياتها و يبدو انه سيلون حياتها الى الابد بالوان كلها بهجه و سعاده
اخيرا نامت الطفله بعد ان شبعت فوضعتها بكل هدوء فى سريرها و قبلتها
و رجعت الى سريرها ووضعت راسها على وسادتها و بدات تستعيد ما
حدث خلال الشهرين الماضيين
وكيف انها استقيظت فى صباح احد الايام البارده
على صراخ رضيع ياتى من الحديقه
جزعت و خافت و امرت خادمتها بالاسراع الى الحديقه
لاستطلاع امر ما يحدث فيها
كانت رضيعه لا يزيد عمرها عن ساعات قليله
تصرخ متالمه من الجوع و البرد و ظلم الانسانيه لها
حملتها اليها الخادمه فنظرت لها نظرات تملؤها الحيره و القلق
اخذتها من الخادمه و ضمتها الى صدرها
احست بحنان الدنيا يتفجر فى صدرها وقلبها تجاه هذه الطفله
لم تكن يوما زوجه و بالتالى لم تكن اما
ربما هذا ما جعلها تتعجب من شعورها بالعطف تجاه هذه الطفله
رغم مرضها ووهنها الا انها احست بدبيب الصحه و العافيه يسرى فى اوصالها
و اخذت تداعب الطفله و تلاعبها ووجهها يفيض سعاده وعذوبه
و يبدو ان الطفله قد استشعرت عطفها و حنانها
فبادلتها عطفها بهدوء و استكانه
سالت الخادمه ماذا تاكل فاخبرتها الخادمه انها لا تاكل سوى اللبن
فطلبت منها ان تذهب لشراءه
اخذت الخادمه الطفله و حممتها و البستها ملابس جديده
كانت قد طلبت من الخادمه شراءها و هيا فى طريقها لشراء اللبن
و ارضعتها فنامت الطفله اخير بعد يوم عصيب مر عليها
نامت مستغرقه وكأنها اخيرا وجدت الحصن و الامان
اصرت هى على ان تنام الطفله الى جوارها و كأنها هيا ايضا اخيرا
وجدت الانيس و الجليس الذى يرافقها فى وحدتها
اخذت تنظر لها بابتسامه حانيه و تمسك يدها الصغيره و تتلمس
اصابعها المتناهيه الصغر و تقبلها بحنان و حب جارف
غير مصدقه ان الله ارسل لها هذه الهديه لتكمل معها حياتها
لا تعرف ما سيأتى فى الايام القادمه
و لكن كل ما تعرفه انها اختارت ان تبقى الطفله معها
و لن تتركها ابدا و ايا كانت ظروف و ملابسات وجود هذه الطفله فى الحياه
فهى لن تتخلى عنها و لن تتركها للضياع او لذل الملاجىء
سعيده هى بحاله الصخب التى عمت المكان
فرحه هى بالصراخ و الضحكات المتبادله بينها و بين الطفله
احيانا تفقد صوابها فلطالما كانت حياتها مضرب المثل فى الهدوء و السكون
لكنها ابدا لم تندم على اختيارها و اظن كل الظن انها لن تندم يوما
فما فعلته كان الصواب .............
هناك 32 تعليقًا:
علاااااااااااااااا
اول تعليق وتقريبا لاول مره فى التاريخ
فين عنوان البوست الاكتر من رائع الذى يحمل مشاعر كلها رقه ونعومه
زهراء
جميلة وهادئة
تحياتى
ههههههههههههههههه
انا جيت فى الوقت الغلط لانى جت قبل ما عنوان البوست ينزل انا كده على طووووووول اجى فى وقت تماموز
البوست بجد تحفه اسلوب راقى اوى فى الكتابه
مش شرط اكون ام عشان تكون جوايا مشاعر جهة الاطفال يقال ان كل فتاه بداخلها مشاعر الامومه حتى وهى طفله صغيره
طبعا مش هاقعد احكى لك عن حواراتى مع ساره رغم انها بنت اخويا وانتى بتحسى فى كلامى بحبى وقلقى عليها
اينعم ساعات بتقولى ربنا يكون فى عونها ان عنده عمه مجنونه لكن باقولك ده من بختها عشان تاخد الجنان البيوووووووور الاصلى الطبيعى ههههههههههه
اللى عملته صاحبة القصه هو بالفعل الاختيار الصائب احيانا يدخل فى حياتنا انسان يحتاج لنا لكى نقف معه ونسانده ويحتمى بنا وهو لا يعلم اننا من نحتاج الى وجوده فى حياتنا
اى حاجه فيها اطفال باعشقها والصوره حلوه اوى انتى عارفه اتمنى ان حياتى تكون كلها مع الاطفال وفى وسطهم لانهم عالم جميل برئ وحتى لو هما كانوا محتاجين ليا جنبهم هيكون احتياجى لهم اكبر على الاقل عشان ابعد معاهم عن القلوب الفارغه من الحب
شوفتى الرغى شكله ايه
انا قولت احتلاااااال يا علا
تسلم الايادى يا فلة المدونات
زهراء
لـــولا وزهـــراء
لا استطيع اتن اتكلم بعد ما قلتيه من كلمات تفيض رقه و عذوبه و عفويه
نحتاج لهم بقدر ما يحتاجونا و اكثر
هذا ما نعرفه فى قراره نفسنا
ربما ندعى عكس ذلك و لكن الحقيقه نعرفها فى قراره نفسنا
اختيارها كان اكثر من صائب
و كلامك كان اكثر من رائع
دمتى لى نعم الصديقه
Foxology
اشكرك لكلماتك الجميله
نورتنى
والله ظلمتى نفسك لم دخلتى الصيدله
ولا ظلمك القدر
هى خطوات كتبت علينا
عموما اشكرك اسلوب قصصى جميل
واجمل لو القصه طويله
الحالة دي تحفة اوي انا بسميها حالة مش قصة لانها شديدة الانسانية .
احساس عالي ومشاعر حلوة اوي
شكرا ليكي
الرسالة اللي لاغيتها نفس الرسالة الاولي لاغيتها لا تفتكروني بأكد المعلومة
طبعا الصواب
جميله اوى يا لالا يسلم قلمك
لو كانت الامومه اختيار.... لكانت هي اصوب اختيار
قصه حلوه اوي بتوضح فعلا اد ايه الامومه شيء يسمو بنا
تحياتي
فعلا هي قررت الصواب
مشاعر الأمومة والحنان تخلق مع المرأه
أحساس جميل جدا لما بتلمسي طفل
وتضميه في حضنك ولازم تتمسكي بيه
وخصوصا لما تبقي عارفه ان مستقبل البراءة هيبقى مظلم لو سبتيه
حاسه اني بطلة قصتك
كلماتك كلها هدوء ورقه
تسلم ايديك
بعد السلام والتحية
أما بعد
من رئيس الجمهورية
يا ريت كلنا يبقي فينا حنان السيدة علي الرضيعة
كنا سنصبح أكثر الناس كرما ورفعة ولكن اصبح الأن المجتمع شديد الظلم ادرك انه ليس الجميع ولكن آمل في بصيص نور مثل السيدة يغير المجتمع
سلمت الآنامل
طبعاً الإختيار الصح
وهوه فيه أصح من كده؟
قصة جميلة
صباح الفل يا دكترا
ايه الكلام الجامد يا بنتى حنيه وضحك ولعب وعياط لالالالالا ده كتير اوى
بجد طبعا البوست جميل اوى وانتى برافو عليكى لانك قدرتى مشاعر وحنو السيده على الطفله برغم انها ليست ام ولا تعرف مذام الامومه من قبل
ولكن مش شرط اكون ام عشان يكون عندى حنيه اتجاه الاطفال
ثم الحنيه اللى داخلى القلب بتكون لكل البشر مش شرط الاطفال بس لكن بتكون ذياده مع البيبيهات لانهم لا يفقهون شىء
الحنين حنين يا دكتور
بس بجد قصه رائعه وفكرتنى بقصه زىها كده بالظبط بس من زمااااااااااااان اوى
تسلم ايدك يا لولا يا قمر
لولا حبيبتي
أول مرة اعلق بس مش اول مرة ازور مدونتك .... صدق د. أشرف كنت لازم تكوني أديبة (وحشتيني ازيك ؟ وازي يامن؟ واولادك وكل اهلك لني منهم)
نبل المشاعر سمة لاتشعر بها الا ان افتقدناها في موقف... لايجب أن يجانبها ندم فقد دفعتها طبيعتها التي جبلت عليها "الأمومة" ولو ان هناك قلوب رحيمة مثلها لوجدنا من يرحمنا في كبرنا ...الاحتياج وفعله
فضيلة ان اتقناه (قبلاتي لك يا غالية)
هيام حسين
فاقد الشيء لا يعطيه
قول مأثور فعلا
لكن الإستثناء لهذا القول
هو الأمومة
ليس بالضرورة من افتقد الإحساس بها
لا يستطيع أن يمنحها
وتأتي هذه القصة أيضاً في إطار
الأم اللي ربت .. مش اللي خلفت
خالص تحياتي علا
ولكل معاني الأمومة
وليد الزهيري
فعلا الانسانيه هى الاختيار الصائب
مشاعر واحاسيس وقصه يقدرها اى انسان
تسلم ايداكى
السلام عليكم..
1- أختي صيدلانية... البوست ده فكرني بمقارنة كان بيعقدها حبيبنا د. أحمد خالد توفيق بين الولاد والبنات... حيث في الوقت الذي يضيع الولد حياته في اللعب بالمسدسات وأذية خلق الله لا تضيع البنت وقتها حيث تلعب بالعرائس وتتعامل معها كطفل حقيقي لتستعد لمهمتها الأساسية في الحياة.... الأمومة...!
2- طبعا ما سردتيه (الذي بالفعل أقرب للحالة -كما قالت منى أبو السعود- من القصة) موقف إنساني جميل وصفتيه بعبارت رقيقة أدت إلى تعايشنا مع البطلة.. وبالتالي أصبحت إجابة السؤال واضحة..!
3- ملاحظتان شرعيتان أرجو تقبلهما إتماما للفائدة:
* االتبني غير جائز في الإسلام..
* أرجو تعديل جملة في تعليق Ashraf حيث قال:
"والله ظلمتى نفسك لم دخلتى الصيدله.. [ولا ظلمك القدر]"..
طبعا هذا لا يجوز شرعا، وبالتأكيد أخي الكريم لم ينتبه لهذا المعنى الخطير؛ ففيه اتهام لله بالظلم -حاشاه سبحانه-..
تحياتي.
أشكرك جزيلا أختي الكريمة على وضع الرابط.
هي صحيح البطله فاتن حمامه
D:
بجد انا كل ما بتخيل حد بيرمي مش هقول إبنه، بيرمي طفل في الشارع بحس إن الشخص ده فعلا مش بني أدم
إزاي هان عليه رضيع يتمرمط في اول ايامه ويعاني وهو مش بيعرف حتي يعبر عن إحتياجاته غير بالصراخ والبكا
:((
وفعلا مش شرط تنبع حنيه المرأه لأطفالها بس
وأكبر دليل علي كده الست الي مارزقهاش ربنا بأطفال
والمرضعه والمربيه كلهم في حكم الامهات بس بتفاوت في العاطفه والحنان وتدرج في الامومه
رتم هاديء من القصص يمتزج ببراءه الطفوله وإحتواء الامومه المكتسبه
:)
تحياتي
مش هقولك غير
حمدلله على السلامه
السلام عليكم
جميله القصه
بجد
كامل وجميل قوى
بس اللى يحس ويشعر
ازاى يجى القلب على رمى طفله للكلاب
كده
لا حول ولا قوةو الا بالله
الى الامام دوما
دعوه خاصه
elbanany.blogspot.com
السلام عليكم
بوست جميل بجد وقصه مؤثرة
فالمشاعر الإنسانية ليس لها شروط لكي تتواجد
ولكنها فطرة تعيش بداخلنا وتظهر في أوقاتها الصحيحه
بجد بأحييكي على الموضوع الجميل والأسلوب الأجمل
كلامك أدمعني ...
قصة جميلة جداً
تسلم ايدك عليها
الوحدة شي قاسي جداً !!
الله يالولا تعرفي
اصلا الواحد لما بيشيل طفل ويديي للطفل امان وحنان
هو في الحقيقه مش بيديله ددا الطفل هو اللي بيدي للانسان امان وحنان
والله دا بحسه لما بلعب مع العيال او اشيل اطفال صغننه
لمست جرح قلبي اللي مش عارف اداويه ويمكن عندك دوا ارجوكي شوفيه انا نفسي اسمع صرخه من بنتي عشان ارجع للدنيا من تاني بس اااااااااااه من الايام اللي حرماني حتى من نظره لعينها او اني المس ايديها
وبعدها اموت تاني
اكيد ما فعلته هو الصواب جميله اوى مستنيه الباقى تعالى بقى قوليلى رئيك فى قصتى
قصة حلوة اوى
وعذبة جدااا
ثرية بالمشاعر الجميلة والقليلة عند بعض الناس
إرسال تعليق