بصعوبه بالغه استطاعت عضلات وجهها ان تستجمع فعل الابتسام فى وجه بعض الجيران
والاصدقاء الذين استفسروا عن غيابها خلال الفتره الماضيه.... رغم ان غيابها لم يزد عن يومين
الا انها من داخلها تشعر انه دهر بأكمله.......ترتعش اصابع يدها عندما تهم بالتقاط سكين المطبخ
لتقطيع بعض الفاكهه.....تمسك كف يدها بالكف الاخرى و تتفحصها بعنايه فتكتشف فيها بعض
الكدمات والخدوش.....تترك الفاكهه والسكين و تتجه للحمام رغبه فى الاغتسال...بوهن بالغ
وصعوبه شديده تخلع ملابسها وتفتح صنبور الماء الساخن الذى ما ان بدأ فى ملامسه جسدها
حتى شعرت بآلام شديده جعلتها تتكور فى ارضيه البانيو وقد امالت رأسها و جعلتها بين ساقيها
لتختلط بعدها شلالات دموعها مع سيل الماء المنبعث من الدش
لا تعلم كم مر من الوقت وهى على هذه الحاله وذلك الوضع ولكنها تشعر الآن انها احسن قليلا
تلف الفوطه حول جسدها تاركه امطار شعرها المبلل تنهمر على الأرضيه اثناء سيرها فى اتجاهها
الى المطبخ لعمل فنجان من الينسون عله يساعدها على تهدئه اعصابها التى اوشكت على الانهيار
يرن جرس الهاتف عدة رنات تضطر بعدها الى الرد عليه ويكون على الطرف الآخر احدى
المحاميات المتخصصات فى حقوق الانسان .....تنصت لها مده طويله اثناء حديثها بدون اى
تجاوب من ناحيتها او حتى رغبه فى تبادل الحديث ووجهات النظر معها ولكن المحاميه تصر
على ضروره تقدمها للشهاده بخصوص ما حدث معها و عدم الاكتفاء بالصمت والسلبيه
تتركها تكمل حديثها بالكامل وتنهى معها المكالمه وتغلق الهاتف نهائيا رغم رغبتها فى الحديث
مع اى شخص ايا كان
تتجه الى غرفتها رغبه فى نوم تعلم جيدا انه لن يأتى....تنتابها تقلصات شديده فى عضلات ساقيها
تضمهم بشده وعصبيه رغبه فى الاحساس بأمان تشعر انه ضاع منها و تأكيدا لنفسها ان جسمها
كله تحت سيطرتها هيا وليس احد آخر
هل اخبر اهلى بما حدث؟؟ ام احتفظ بما حدث بينى وبين نفسى وكانها جريمه اود ان ادفنها داخلى
هكذا كان حديثها الداخلى فى قراره نفسها
تتسائل هل اخطأت؟؟!!! وان كانت الاجابه بنعم ماهو اذن الخطأ؟.....هل الخطيئه هى تلبيه نداء
الوطن؟؟وهل اصرارها على استكمال الثوره يبرر ما حدث لها ولغيرها؟؟
رعشه شديده واحساس بالبرد ينتابها فتضم جسدها اكثر وكأنها فى صراع مع احد الاشخاص
يحاول ان يلمسها ويقترب منها دون موافقتها
تنساب دموعها مره اخرى بغزاره فتحكم الغطاء حولها اكثر وتمسح دموعها بطرف الغطاء
"كيف هنت عليك يا وطنى لتتركنى اسقط فريسه فى يد ذئابك تفترسنى كيفما اتفق لها وتبرر
انتهاكى وانتهاك حرمه جسدى على مرأى ومسمع من اشخاص لا اعرفهم بحجه حمايه الوطن
واالثوره وتعريفهم لى على انى قله مندسه
كيف رخصت فيك يا وطنى وانا من خرجت وخرجت مثلى كثيرات تهتف بحريتك وعزتك
حاملين ارواحنا واكفاننا على اكفنا فداء لك......كيف تركتنا جميعا و تخليت عنا لنقدم قربانا
لارضاء كهنه المعبد الكبار؟؟......كيف استطعتى ايتها السجانه القاسيه ان تسحبى عنى سترى
وكيف طاوعك قلبك وضميرك ان تعرينى امامهم من دون ان يطرف لكى جفن او تدمع لكى عين
او حتى ترتعش فى ملامحك فريصه واحده؟؟
يرتعش جسمها اكثر وتحتضن ساقيها بيديها اكثر واكثر واكثر مع ازاحده دموعها بيديها بين الحين
والاخر
تتقلص ملامحها حين تتذكر لمسات ذلك الشخص الذى قام بالكشف عليها وكأنها طعنات خنجر
متتاليه وجهت اليها......تتذكر تلك اللحظات الموجعه والتى كانت تشعر فيها انها مثل محارب
تم اسره وقيد فى جزع شجره مجردا من سلاحه ترك فى مواجهه جيش باكمله يوجه له سهامه
ورماحه دون جريمه واضحه سوى انه قرر ان يشارك فى المعركه ضدهم
تتعجب انها لا تتذكر ملامح وجهه وكأن عقلها الباطن ابى ان يسجل ملامحه التى من المؤكد
انها مقيته مهما كانت وسامته فى الحقيقه ولكنها رغم ذلك تتذكر صوته جيدا وتتذكر نبرته المتحديه
والجارحه كما لو كانت قد نقشت على جدران اذنيها من الداخل
لو طلب منها ان تتعرف عليه ستعرفه من لمساته الخشنه والعدائيه الراغبه بشده فى انتهاكها
املا فى كسرها واذلالها
دقائق مرت فى اجراء هذا الكشف كانت لها مثل الدهور الطويله حملت معها الم شديد وكره للجلاد
ورغبه عارمه فى الانفجار والعجيب رغم كل ذلك انه حمل معه حبا اكبر الى هذا الوطن الذى يأبى
الكثيرون ان يمنحوه الخلاص والحريه وكأنه عدوهم الاوحد وليس وطنهم الاكبر
هل تذهب فعلا وتقدم شهادتها لتفضح من قاموا بهذه الفعله وتاخذ حقها بيدها وبيد زميلاتها؟؟
ام تسكت وتكتفى بما حدث و تكمل حياتها فى صمت وهدوء وكأن شيىء لم يحدث؟؟
هل يعقل ان تكون ثائره تبحث عن حقوق الوطن وتصرخ من اجل حريته بينما هيا فى الواقع
انسانه منتهكه تركت حقها يضيع وسط صمت الخوف.......ابدا لا يمكن لفاقد الشيىء ان يعطيه
أليس من اهم حقوق الوطن ان تصان حقوق مواطنيه؟؟!!!اليست كرامتى هى بعض من كرامتك
يا من تسمى الوطن؟؟
بخطوات متثاقله وعيون مجهده من بكاء لم ينقطع تنهض من سريرها لتفتح الهاتف
وتتصل بالمحاميه وتتفق معها على موعد و مكان الادلاء بالشهاده